حكم الموت في الناس جار والدنيا التي نتقاتل عليها ليست بدار قرار او بقاء، كالموت الذي هو حقيقة والحياة خرافة عيش بَشري.
قُيّض للناس أعمار قصيرة متفاوتة وأطولهم عمراً أبسطهم عيشة وابتعاداً عن المسؤولية، لكنك أنت عشت طويلاً نسبياً رغم المرض الخبيث وأنت الموهوب وفي عزّ المسؤوليات. كنت مجلوّاً ايها الوزير، نقياً كفقش الموج عند شاطئ فينيقيا العظيمة الموجوعة بألم جنسي عكسته عشتروت مع أدونيس.
وزيرنا المغادر! ميشال إده الحبيب!
على دقّة، أذكر ما قلت يومها. الاسبوع الماضي كدت أموت لولا عجائبية الطبيب. المهم انا أعرف أنك خرّيج روسيا السوفياتية التي احترم نهضتها الشاملة، لكنّ هؤلاء الروس هم من قضى بمطارقه على دولة الخزر اليهودية لأنهم صلبوا المسيح. ومن هؤلاء اليهود الذين لم يولدوا هنا في الشرق، الذين تآمروا وقاتلوا وشكّلوا دولة إسرائيل، وهم لا يمتّون بصلة الى أنبياء اسرائيل وأسّسوا دولة مشوّهة اعترفت بها روسيا بعد 48 ساعة.
يهود روسيا واوروبا واميركا صهاينة بالتوراة والتلمود، وأنا كميشال أعرف انّ هؤلاء اليهود غير محبوبين من شعوبهم، لكنّ لينين الذي احترم دافع عنهم واعتبرهم مثقّفين ودفعوا له لكي يصدر جريدة «البرافدا»، وربما كان لينين عميلاً للمخابرات الالمانية وربما لا، وعندما وجهت الاشتراكية كايلان الرصاص أصابته في قلبه، ويومها لم يتجرأ الطب على عملية نزع الرصاصة.
وأنا كميشال أعرف بعض ما قيل عن سبب مرضه، وفي هذا لن أخوض، لكنّ الطب اليوم تطور كثيراً وكان الأحلى أن لا يموت لينين القوي جسدياً هذه الميتة.
وفي لبنان تدخّل اليهود في الحزب الشيوعي بطلب من الكوفشرن، وعارضوا التعريب ووقفوا الى جانب خالد بكداش الكردي في تصفية الماروني فؤاد الشمالي. ثم قال: أنا اليوم مريض والأمور بيد الله. انت كيفك بالروسي، اللغة التي أعطتنا ليون تولستوي وبوشكين ودوستويوفسكي والجريمة والعقاب.
لذلك كان ستالين جاسوساً على «الحرب والسلام» لتولستوي. هل ترغب أن نتحاور على الشاشة التلفزيونية؟ سألني فجأة ثم مدّ يده وناولني شيكاً. فنظرت فيه فإذا هو من سبعة ملايين ليرة لبنانية، ففرحت.
اليوم، من يشبه ميشال الانسان؟
في الأجندة: لا أحد.